تأتي هذه الرواية من الأدب الياباني للكاتب الشهير أوسامو دازاي، وهي ثالث رواياته وقد حازت على قبول ونجاح كبيرين في اليابان وكانت من الأكثر مبيعاً، وأوسامو دازاي هو كاتب ياباني من أهم كتاب اليابان في القرن العشرين واسمه الحقيقي هو شوجي تسوشيما، ولديه عدد من الكتب المهمة ومنها هذه الرواية ورواية أخرى بعنوان (الشمس الغاربة) وروايات أخرى، وتعتبر رواياته من أهم المؤلفات المعاصرة وخصوصاً أدب القرن العشرين الياباني، تتسم رواياته غالباً بأسلوب الراوي الذي يسرد حكايته الخاصة، كما أنه يتناول عدد من المواضيع المهمة في روايتها مثل آلام الإنسان والمشاكل العقلية والعلاقات الاجتماعية وحال اليابان ما بعد الحرب.
تأتي هذه الرواية على نحو يشبه السيرة الذاتية للمؤلف وهي تتحدث عن شخص اسمه أوبو يوزو وهو شخص يعتبر نفسه إنساناً فاشلاً، فيصف حياته اليومية وتاريخه الشخصي منذ طفولته المبكرة وإدراكه للأشياء وحتى مراهقته التي اختار أن يتصرف خلالها بطيش وحماقة لكي يغطي على شعوره بالغربة، وحتى يصبح رجلاً يحاول الانتحار فيفشل حتى في محاولته للانتحار، من خلال سرده يصور الآلام اليومية والمواجع التي يشعر بها، والحوادث التي تؤثر عليه في حياته.
يسيطر الشعور بالغربة على الشخصية الرئيسية في هذه الرواية، وهي المحرك الأكبر له، شعوره بالغربة بدأ منذ طفولته واستمر طوال حياته، يحاول أن يمحوه بكل الأشكال، الشرب والمخدرات والجنس لكن لا ينفعه شيء عندما يفكر فقط في الموت، ويصل إلى مرحلة يعتبر نفسه فيها لم يعد إنساناً بشرياً، وتأتي الرواية في ثلاث فصول وتحكي قصته من طفولته وحتى أواخر العشرينات من عمره.
