أقف أمام الكاميرا شاردًا، يناولني أحد المعدين أوراق الأخبار والحلقة، حركة دائرة في الاستديو لضبط الإضاءة والصوت وتنسيق الديكور، بينما عقلي مشغولًا بالمهندس شريف وجريمته، المعلومات قليلة حتى الآن لكنها مؤثرة في الناس، صدمة تملكت المجتمع، استشعر ذلك في اهتمام الصُحف، أسئلة المواطنين في الشارع، الاتصالات التي تنهال على برنامجنا للتعرف على تفاصيل أكثر، لدينا اليوم جريمة بها لغز حقيقي، أشبه بحَبكة سينمائية، لا تتكرر إلا نادرًا ويجب التوقف عندها كثيرًا، أتذكر في بداية مشواري الصحفي في أواخر السبعينيات، وقوع جريمة مشابهة، كُتب بالبُنط العريض على الصفحة الأولى لمجلة صباح الخير "قتل زوجته وأولاده الأربعة وانتحر" لا أنسى العنوان والحكاية من شدة غرابتها وبالطبع لن أنسى المهندس شريف.
باقي 10 ثوان على الهواء "أستاذ محمود سعد إنت جاهز؟"
ندخل إلى موقع الجريمة، نكشف أسرارها، نتتبع خطوات القاتل، نستمع إلى الشهود، وننقل لكم صوت الحقيقة، فاستمعوا الآن.
هذه تحقيقات صحفية عن جرائم حقيقية مقدمة لكم بشكل درامي
الحلقة الأولى من سلسلة بدم بارد، إنتاج أصلي من كتاب صوتي.
